أرشيف

عمال الإغاثة ..ورقة مساومة حوثية؟

اخبار من اليمن عدن تايم – وكالات :يتعمد الحوثيون مهاجمة عمال الإغاثة في اليمن، ما قد يعمق الأزمة الإنسانية التي يشهدها هذا البلد العربي، وفق رأي روبي غرامر، محرر الشؤون الديبلوماسية والأمن القومي، لدى موقع “فورين بوليسي”.
يوحي الوضع الحالي، ومن ضمنه خطف الحوثيين لعمال إغاثة إنسانية، بأنهم يحاولون كسب يد عليا في المفاوضات ويقول ممثلون لمنظمات إغاثة دولية وإنسانية يعملون في اليمن، إنهم باتوا مستهدفين على نحو متزايد من المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران، ووصل الأمر إلى مستوى قد يهدد جهود مساعدة ملايين المدنيين العالقين، فيما يعد أسوأ أزمة إنسانية يشهدها العالم.
وقال عمال إغاثة للمجلة الأمريكية إنهم يواجهون هجمات في مناطق يسيطر عليها الحوثيون، وتضم أجزاء من غرب اليمن والعاصمة صنعاء.
اختبار
ويشير كاتب المقال لاعتقال الحوثيين، في نهاية يناير(كانون الثاني) عاملة في منظمة إنسانية، أوفى النعامي، واحتجازها لعدة أسابيع ثم إطلاق سراحها عقب ضغط ديبلوماسي متواصل. وتعمل النعامي مديرة لمنظمة سيفر وورلد، هيئة بريطانية غير ربحية تعمل في اليمن. وأثار اعتقالها مخاوف مسؤولي إغاثة آخرين حيال تنفيذ الحوثيين عمليات اختطاف مماثلة (امتنعت سيفر وورلد عن التعليق على الحادثة).
وحسب عاملي إغاثة، يرجح أن الحوثيين يسعون لاختبار المجتمع الدولي، لمعرفة إلى أي مدى يستطيعون ممارسة مضايقات وترهيب مع الإفلات من العقاب. وتحدث الرجلان إلى الموقع بشرط عدم ذكر اسميهما، خوفاً على سلامتهما وسلامة زملائهما.
تجاوز الحدود
وقال أحدهما: “يواصل الحوثيون تجاوز الحدود المعقولة”. ويشير كاتب المقال إلى أنه في حال تواصل استهداف وتهديد منظمات الإغاثة، فقد تجبر على تقليص أو حتى إنهاء عمليات إنسانية وأخرى لتحقيق السلام، وتشمل إيصال أغذية وأدوية، وتنظيم مشاريع تعليمية، وأخرى خاصة بمشاركة المرأة في المجتمع المدني. ومن شأن أي تقليص في تلك المساعدات أن يفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن.
وقال سكوت بول، يعمل على قضايا يمنية لصالح منظمة “أوكسفام أمريكا: “تعتبر عمليات الإغاثة في اليمن من الأشياء التي تساعد ملايين على البقاء على قيد الحياة”.
وقالت رشا محمد، باحثة يمنية لدى منظمة “آمنيستي إنترناشونال”، إنه “في حالات الحروب، يفترض وصول عمال الإغاثة إلى مدنيين، دون عراقيل أو عوائق”.
موافقة
وفي الأيام الأخيرة، وافق المقاتلون الحوثيين والقوات اليمنية على الانسحاب من ميناء الحديدة، حيث تصل معظم المواد المساعدات الغذائية والإنسانية إلى اليمن. وحصل الاتفاق كجزء من إجراءات للسلام ترعاها الأمم المتحدة، ما يحتمل أن تمهد الطريق لتدفق مساعدات يحتاج إليها المدنيون بشدة.
ويواجه قرابة 63,500 يمني خطر المجاعة، حسب تحليل صدر عن تصنيف مرحلة الأمن الغذائي المتكامل، أداة تستخدمها الأمم المتحدة ومجموعة من الوكالات الحكومية والإغاثية لقياس الأمن الغذائي حول العالم. وفي الوقت الحالي، يبقى حوالي 15,9 مليون يمني – أكثر من نصف سكان البلاد، في حاجة شديدة للغذاء حتى في ظل وجود مساعدات إنسانية وغذائية. وقد يرتفع أعداد هؤلاء في حال تعطلت المساعدات الإنسانية أكثر من ذلك.
ليس بجديد
وحسب الكاتب، ليس استهداف عمال الإغاثة في اليمن بجديد، بل تصاعد مؤخراً. ويقول مسؤولو إغاثة عملوا هناك، إنهم واجهوا مضايقات وسواها من العراقيل عند إيصال المساعدات، ولكن الآن باتوا يخشون من الاعتقال أو القتل.
ووفقاً لعمال إغاثة وخبراء، يرجع ذلك التصعيد إلى عدة عوامل، منها استخدام الحوثيين للمساعدات الإنسانية كوسيلة لجمع الثروة وتعزيز سلطتهم. وفي بلد يعتمد أكثر من 80% من سكانه يومياً على شكل من الدعم الإنساني، يتمتع الجانب الذي يسيطر على خطوط الإغاثة، بسلطة سياسية هائلة. وقال مسؤول إغاثة: “توفر المساعدات الإنسانية مداخيل ودعم لأسر ترعى فتية صغاراً، وإلا ذهبوا للقتال”.
ورقة مساومة
وحسب كاتب المقال، هناك سبب آخر لاحتجاز عمال إغاثة، وهو بدء هزيمة الحوثيين في الحرب، ومن شأن عمل كها أن يوفر لهم ورقة مساومة.
وقال محمد من آمنيستي إنترناشونال: “يوحي الوضع الحالي، ومن ضمنه خطف الحوثيين لعمال إغاثة إنسانية، بأنهم يحاولون كسب يد عليا في المفاوضات”.
ويشير خبراء ومسؤولو إغاثة إلى حصول خلافات بين الحوثيين بسبب تكتيك استهداف واعتقال عمال الإغاثة. ويرى بعض متشددي الحوثيين القلقين من تدخل دولي، أن المساعدة الخارجية عبارة عن أداة لتحقيق نفوذ غربي، أو لتسلل جواسيس.
وقال عامل إغاثة: “يبدي حوثيون آخرون اهتماماً أكبر بالمحافظة على علاقاتهم مع جهات مانحة، واستمرار تدفق المساعدات الدولية والأموال”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى