أرشيف

مراقبون:تطابق كبير بين الدعاية الإعلامية الحوثية والدعاية الإيرانية

اخبار من اليمن ذكرت صحيفة خليجية، أنه “ببصمات “حزب الله” ودعم طهران، تظهر الآلة الإعلامية لميليشيا الانقلاب الحوثي المدعومة من إيران بشكل يتساوى من حيث السياسة التحريرية حدَّ التطابق مع شبكات الإعلام التابعة لإيران، والتي تقع على ربوة في الضاحية الجنوبية لبيروت كقاعدة لشن حملات التضليل وبث الشائعات ورفع شعارات الزيف وصناعة الوهم”.

وبحسب صحيفة “الرياض” – تابعها “اليمن العربي” – “منذ وقت مبكر عمدت الميليشيا إلى تخصيص جزء كبير من اهتماماتها للجانب الإعلامي، وكان للدعم الإيراني المالي وقدرات حزب الله الفنية الدور الكبير في صناعة آلة إعلامية كبيرة لهذه الميليشيا، أسهمت في تضليل الرأي العام في الداخل والخارج.

بعد أن سيطرت الميليشيا على العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر 2014 بدأت معركة خاصة مع وسائل الإعلام، فسيطرت على جميع وسائل الإعلام الحكومية، وأوقفت كل وسائل الإعلام المعارضة والمستقلة، وعمدت إلى تمويل صحف وقنوات وإذاعات جديدة للتهيئة للصوت الواحد، صوت الميليشيات الخادع، وزجت بالمئات من الصحافيين والإعلاميين في المعتقلات، وغادر أكثر من ألف صحافي إلى خارج اليمن أو إلى مناطق خارج سيطرة الحوثيين.

حسب الإحصائيات التي رصدتها منظمة صدى المهتمة بحقوق الصحافيين، فقد وثقت 2250 انتهاكاً خلال الثلاثة الأعوام الماضية، فيما ذكرت وزارة حقوق الإنسان اليمنية أن هناك قرابة 30 صحافياً وإعلامياً فقدوا أرواحهم، ولا يزال 17 صحافياً يتعرضون لمحاكمات غير قانونية وتعذيب في معتقلات الحوثي.

وبعد أن أوقفت الميليشيا كل وسائل الإعلام المعارض والمستقل، تقف الآن على مدينة إعلامية كبيرة مكونة من أكثر من عشر قنوات فضائية، وقرابة 27 إذاعة، وعشرات الصحف والمواقع الإلكترونية، وفرق كبيرة من الناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي، لممارسة نشر الشائعات، ورفع معنويات أنصارها، وتضليل الشعب اليمني والمنظمات العالمية.

تقوم الاستراتيجية الإعلامية للانقلابيين على استخدام الدعاية السوداء في خداع الجماهير عبر خلق حالة من الحرب النفسية، وتدريب الأذن اليمنية على سماع أفكار جديدة على المجتمع، واستخدام وسائل التزوير والتضليل والدسائس، وتضخيم انتصارات مزعومة، وصناعة القداسة على زعماء الميليشيا.

وفي هذا الصدد، يرى الخبير الإعلامي عادل الأحمدي، أن “السياسة الإعلامية للحوثيين تعتمد على خطاب مليء بالطائفية والتخوين، واستهلاك المصطلحات التجريمية”.

وأوضح الأحمدي أن زعماء الميليشيات ينظرون إلى الآخرين بأنهم دواعش وتكفيريون مرتزقة، وغيرها من المصطلحات، في أسطوانة يكرسونها في وسائل الإعلام الرسمية الواقعة في قبضتهم.

وأكد الأحمدي أن “المشروع الحوثي برمته عمل على فكفكة النسيج الاجتماعي، واستعاد معه المجتمع التقسيمات الطبقية، والسلالية، والمذهبية التي كادت أن تندثر”.

بدوره يرى الباحث المتخصص في الشأن الإيراني محمد مصطفى العمراني أن “هناك تطابقًا كبيرًا بين الدعاية الإعلامية الحوثية والدعاية الإيرانية وتلك التابعة لحزب الله، كون المطبخ واحدًا، والمشروع واحد، وهناك تعاون وتنسيق كبير ووثيق، وتبادل للخبرات، وأحيانًا يتم تبادل المذيعين والمذيعات بين القنوات التابعة لهذه الجهات، إضافة إلى أن قناة المسيرة التابعة للحوثيين تبث من نفس المبنى الذي تبث منه قناة المنار التابعة لحزب لله”.

ويضيف العمراني “طالما أن المشروع واحد، فمن المؤكد تشابه هذا الإعلام وتبعيته للإعلام الإيراني الذي دشن مركزاً للتنسيق والتدريب في طهران، وآخر في بيروت متخصص في الإعلام، يقوم بتدريب عناصر من حزب الله ومن الحوثيين ومن جهات إعلامية عراقية موالية لإيران”.

أما الخبير الاستراتيجي د. علي الذهب، فقد أكد “أن الحوثيين عملوا على تغيير الرأي العام الذي يكشف تضليلهم من مناطق سيطرتهم؛ لأنه سيكون أكثر موثوقية في هذه المناطق مما يصدر عن المناوئين لهم في مناطق الشرعية، فضلًا عن ضعف إعلام الشرعية ذاته، الذي يقع على عاتقه كشف زيف الحوثيين أمام المواطن البسيط، وللغرب كذلك”.

وأضاف الذهب هناك جوانب أخرى لعبت دورًا في صناعة الوهم في الخطاب الإعلامي للحوثيين، مثل: تدني الوعي المجتمعي، وإثارة العصبيات، واستغلال أخطاء الخصوم، والتركيز على الإعلام بوصفه معركة موازية لمعركة السلاح.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى