أرشيف

في الذكرى الرابعة لها .. هل نجحت عاصفة الحزم في اليمن ؟

اخبار من اليمن عدن تايم – العرب الدولية:اعتبرت مصادر سياسية محايدة، في الذكرى الرابعة لانطلاق “عاصفة الحزم” في اليمن، أن مهمة التحالف العربي نجحت في منع إيران، عبر الحوثيين، من السيطرة على كلّ اليمن.

وأشارت في هذا المجال إلى طرد الحوثيين من عدن ومن المحافظات الجنوبية عموما، ثمّ من ميناء المخا الذي يتحكّم بمضيق باب المندب الاستراتيجي، الذي يمكن من خلاله إغلاق البحر الأحمر ومن ثمّ قناة السويس أمام الملاحة الدولية.

ورأت المصادر أن مهمة التحالف الدولي ما زالت تواجه عقبات كثيرة في ظلّ ضعف “الشرعية” اليمنية التي على رأسها الرئيس الانتقالي عبدربّه منصور هادي من جهة، والضغوط الدولية الهادفة إلى تمكين الحوثيين من البقاء في ميناء الحديدة ذي الأهمية الاستراتيجية من جهة أخرى.

وكشفت أن الأمم المتحدة لعبت، عبر مبعوثها الجديد مارتن غريفيث، دورا في غاية السلبية في ما يخصّ تقليص الرقعة التي يسيطر عليها الحوثيون. وفسرت ذلك بوجود حسابات خاصة بالمبعوث الأممي.

وتقوم هذه الحسابات، التي قد يكون بعضها بريطانيا مرتبطا بمستقبل ميناء الحديدة، على تعويم الحوثيين وجعلهم في موقع الجهة السياسية الموازية لـ”الشرعية”.

وتوصّلت السلطة المعترف بها دوليا والمتمردون في السويد في ديسمبر إلى اتفاق لتبادل أسرى ووقف إطلاق النار في مدينة الحديدة الاستراتيجية والمطلة على البحر الأحمر، بعد أسابيع من نجاح قوات الحكومة في دخولها لأول مرة.

وأثار الاتفاق آمالا لدى اليمنيين بالتوصّل إلى اتفاق سلام شامل في وقت قصير، لكن عدم احترام اتفاق الهدنة في الحديدة، وعدم تبادل الحكومة والحوثيين للأسرى، وكذلك رفض الانسحاب من المدينة الساحليّة بعد تبادل الاتهامات، لا تنذر جميعها بسلام قريب.

وتقول المحلّلة في “مجموعة الأزمات الدولية” إليزابيث ديكنسون “تحقّق اختراق في السويد، لكنه كان في الحقيقة معنويا”. ورأت أن الاتفاق يواجه “تأجيلا وعقبات وتراجعا”، وتطبيقه على الأرض “لم يكن سهلا أو سريعا”، إلا أنه لم يمت بعد.

وبموجب الاتفاق، أوقفت القوات الحكومية حملتها العسكرية للسيطرة على مدينة الحديدة بعدما دخلتها من جهتي الشرق والجنوب في نوفمبر لأول مرة منذ سيطرة المتمردين عليها في 2014.

لكن توقّف هذه الحملة، بدا رهنا بتنفيذ الاتفاق، وبالتالي انسحاب المتمردين من المدينة، وهو ما يضع الحديدة أمام إمكانية عودة الحرب إلى شوارعها في أي وقت.

وقد انعقدت محادثات السويد مع تزايد الضغوط على الدول الكبرى للتدخل بهدف منع حدوث مجاعة في أفقر دول شبه الجزيرة العربية، ما دفع بخبراء في الشأن اليمني إلى القول إن هذه المحادثات هي أفصل فرصة لوضع اليمن على طريق السلام.

وفي واشنطن، صوّت مجلس الشيوخ في منتصف مارس لصالح نصّ يدعو إلى سحب القوّات التي تُقدّم الدعم للتحالف بقيادة السعوديّة في الحرب باليمن، إلّا في حال الحصول على إذن رسمي من الكونغرس. وجاء ذلك بعد أشهر قليلة من إعلان القوات الأميركية وقف تزويد طائرات التحالف بالوقود في الجو، ورغم هذه الضغوط، رأى الخبير في شؤون الدفاع والباحث في شؤون الأمن في جامعة سيدني ألكسندر ميترسكي أن “أطراف النزاع في اليمن، وبينهم التحالف، لا يظهرون أي ضعف”.

في الذكرى الرابعة لانطلاق عاصفة الحزم باليمن، مهمة التحالف العربي تنجح، عبر الحوثيين، في منع إيران من السيطرة على كلّ اليمن

إلا أنه اعتبر أن الضغوط على التحالف يمكن أن تدفع نحو محاولة تحسين الوضع الإنساني فقط. وأوضح “الضغوط الدولية المتصاعدة على التحالف قد تفتح الباب أمام تدفّق مساعدات إنسانية أكبر في اليمن. كما أن هذه الضغوط قد تتزايد في حال انتقال الاهتمام من سوريا إلى اليمن”.

وتسبب النزاع بأسوأ أزمة إنسانية في العالم بحسب الأمم المتحدة، التي تقول إن نحو 22 مليون يمني (ثلاثة أرباع عدد السكان) في وضع صعب إذ يحتاجون إلى مساعدة غذائية، وبينهم حوالي 14 مليونا نصفهم من الأطفال يواجهون خطر المجاعة.

والأربعاء، قالت رئيسة مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة ميشيل باشليه إن قتل وإصابة الأطفال في اليمن مستمر بوتيرة مقلقة رغم اتفاق الهدنة في الحديدة. وأوضحت “منذ اتفاق ستوكهولم في 13 ديسمبر، يُقدر بأن ثمانية أطفال يقتلون أو يصابون في اليمن يوميا”.

ويبدو اتفاق السويد، رغم هشاشته، الأمل الوحيد في إمكانية التوصل إلى حل.وقالت ديكنسون “اتفاق السويد حي ما دام الطرفان يفضّلانه على المواجهة العسكرية في الحديدة”، مضيفة “العقبات والتحديات ضخمة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى