أرشيف

تقرير خاص- انتصار الارادة #الامـاراتية في اليمن

اخبار من اليمن كتب/ وائل القباطيبالنظر الى نماذج التدخل العسكري الخارجي الفاشلة بدءا من أفغانستان ومرورا بالعراق وليس انتهاء بسوريا، حقق التحالف العربي بقيادة السعودية والامارات نجاحا قياسيا تمثل في تحرير معظم الاراضي اليمنية من مليشيا الحوثي المدعومة إيرانيا، ولم يتوقف الامر عند تحرير اكثر من 80 بالمائة من الأراضي اليمنية، قدمت دول التحالف تضحيات جسيمة تمثلت بمئات الشهداء من أبنائها ودفع فاتورة عسكرية وإنسانية باهظة تجاوزت عشرات المليارات من الدولارات لإغاثة وعلاج السكان وتوفير الامن والخدمات لعودة الحياة الى افضل مما كانت عليه قبل الحرب.

ويمثل الاستقرار الذي تعيشه المدن المحررة اليوم وفي مقدمتها عدن وحضرموت، تأكيدا على نجاح الارادة الاماراتية، التي دفعت بقواتها الى جانب المقاومة لتحرير عدن ومحافظات الجنوب والساحل الغربي من مليشيا الانقلاب والتنظيمات الارهابية التي اوشكت على اسقاط الجنوب في قبضتها عقب التحرير، والتعامل بنفس طويل ودعم مستمر لتحقيق الاستقرار ومساعدة الدولة على تحمل واجباتها.

وسجلت الامارات في الجنوب والغرب قصة نجاح ارادتها، فمنذ اليوم الأول لانطلاق عاصفة الحزم في 26 مارس 2015م، شاركت المقاتلات الإماراتية في شل الحركة العسكرية لقوات الحوثيين وتدمير المطارات العسكرية وأغلب الطائرات المقاتلة، بالإضافة الى منصات إطلاق الصواريخ، ومخازن الأسلحة وتدمير وضرب العديد من قوافل الامدادات التي كانت تتحرك باتجاه الجنوب.

أسلحة وانزال جنود

بعد اسبوع من الضربات الجوية التي اعاقت تقدم الحوثيين في عدن، نفذت مقاتلات التحالف في 3 ابريل 2015م اول عملية انزال جوي لأسلحة خفيفة ومعدات اتصال وقذائف صاروخية أسقطت بمظلات الى منطقة التواهي التي كانت تحت سيطرة المقاومة حينها وهو ما ساهم في صمودها حيث استمر دعم المقاومة في المنصورة والشيخ عثمان والبريقة بالسلاح خلال الشهر الأول.

مطلع شهر مايو 2015م بعد شهر واحد من الحرب وصل حوالي 30 جنديا اماراتيا من قوات التحالف العربي بحرا الى ساحل منطقة الخيسة التابعة لمديرية البريقة عبر قوارب مطاطية، حيث عمل الفريق للتنسيق ميدانيا وترتيب ودعم المقاومة، كما وصلت اول سفينة إغاثة إماراتية الى عدن منتصف الشهر نفسه تحمل الإغاثة للأهالي المحاصرين من قبل مليشيا الحوثي والمهددين بنفاذ الغذاء.

يوليو شهر النصر

بعد 3 اشهر من صمود المقاومة، تغييرات موازين المعركة عقب نجاح عملية الإنزال البحري للقوات الاماراتية في ميناء مدينة البريقة في 14 يوليو 2015، ، والتي شملت 130 مدرعة ودبابة متطورة، تمكنت هذه القوات من السيطرة على معظم مديريات المحافظة ومن التقدم نحو خور مكسر والسيطرة على مطار عدن الدولي، حيث استشهد أول ضابط اماراتي وهو الملازم أول عبد العزيز الكعبي، يوم الخميس 16 يوليو، وفي اليوم الأول من عيد الفطر الموافق 17 يوليو الجاري، أعلن خالد بحاح نائب الرئيس السابق عن تحرير محافظة عدن ضمن عملية “السهم الذهبي” في عملية خاطفة قادتها قوات المقاومة الجنوبية وبدعم من قوات التحالف العربي.

بناء الجيش والامن

بذات الوتيرة شاركت القوات البرية الإماراتية وبغطاء جوي في استكمال تحرير محافظة لحج المجاورة لعدن، شرعت بعدها الامارات في انشاء عدة معسكرات بعدن، والبدء في عملية تدريب عدة دفعات تضم الالاف المقاتلين من قوات المقاومة الجنوبية في قاعدة عصب العسكرية التي انشأتها الامارات في الساحل الارتيري المقابل لباب المندب، لتأهيلهم وتدريبهم في إطار برنامج متكامل لتهيئة عناصر المقاومة للانخراط في مراكز وأقسام الشرطة والوحدات والألوية العسكرية، والمشاركة في حفظ الأمن والاستقرار وتأمين عدن.

وامنيا خاضت الامارات معركة نفس طويل مع عناصر داعش والقاعدة عقب التحرير، حيث استغل التنظيمان فترة الحرب لبناء معسكرات في المدينة وتجنيد المئات من الارهابيين كما وتخزين كميات هائلة من الأسلحة والمتفجرات، حيث نفذت سلسلة عمليات إرهابية وتفجيرات استهدفت مقر الحكومة في فندق القصر والمعسكرات والنقاط الأمنية واغتيال محافظ عدن الأسبق الشهيد جعفر محمد سعد، وهو ما دفع بالقيادة الإماراتية الى تشكيل قوات الحزام الأمني وكتيبة مكافحة الإرهاب ليخوضا معركة القضاء على الإرهاب وصولا الى انهائه وتامين مدينة عدن.

تطهير المكلا ومكافحة الارهاب

عملت القوات الإماراتية على تدريب قوات النخبة الحضرمية، وتشكيل قوات ضاربة، تمكنت في أواخر شهر ابريل 2016 من شن عملية عسكرية واسعة ضدّ تنظيم القاعدة أدت إلى مقتل 800 عنصر منه وطرد الباقي من مدينة المكلا، عاصمة محافظة حضرموت، التي تعد أكبر محافظات البلاد، حيث سيطر تنظيم القاعدة في إبريل 2015على المكلا، واستخدم عائدات مينائها للحصول على عوائد مالية ضخمة يوميا مكنته من تعزيز قوته وسيطرته، حيث مثلت عملية تحرير المكلا تاكيدا على جدية وقدرة التحالف العربي والامرات في معركته لاستئصال الإرهاب من اليمن ونجاح لم تحققه الضربات والعمليات الامريكية لسنوات طويلة.

اعادة الحياة والأمل

كرس النهج الاماراتي خلال السنوات الأربع الماضية تزامن عمليتي التحرير وإغاثة المنكوبين في المناطق المحررة الذين يعانون مرارة التجويع الحوثي، والشروع في إعادة تأهيل المدارس والمنشاءات الصحية والخدمية ودعم تشغيلها وتدريب وبناء قدرات طواقمها، كما اولت دولة الامارات ممثلة بذرعها الإنساني الهلال الأحمر الاماراتي ومؤسسة خليفة و” ام الامارات” اهتماما خاصا لذوي الهمم والاحتياجات الخاصة والمرأة.

ختاما.. ليس هناك ما يقبل الجدل حول عظمة التضحيات الاماراتية التي روت دماء ابطالها الارض اليمنية من مارب شرقا الى المخا غربا، مرورا بمدن الجنوب، كما قدمت الاغاثة والدعم الانساني بمليارات الدولارات واعادت الحياة وإعادة بناء واعمار المنشئات العامة في المناطق المحررة، كما نجحت في التعاطي مع التناقضات المناطقية وفساد المسئولين والقادة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى