أرشيف

مؤتمر سبل التعايش السلمي بين الأديان يدين العمل الإرهابي ضد المسلمين في نيوزيلندا

الخميس 21 رجب 1440 – 18:07 بتوقيت مكة المكرمة الموافق 28-3-2019

موسكو(يونا)- أدان المشاركون في موسكو المؤتمر الدولي العلمي التطبيقي: “سبل التعايش السلمي بين الأديان: دور العلماء والدبلوماسيين والمهتمين في تحقيقه” بالعاصمة الروسية موسكو، العمل الإرهابي الدموي الذي استهدف مسجدين في نيوزيلندا منتصف مارس الجاري والذي تسبب في إزهاق أرواح العديد من الضحايا من المسلمين، منددين بجذور الظاهرة الناتجة عن التعبئة الخاطئة والدعاية العلنية للإسلاموفوبيا، وكره الأجانب وغيرها من مظاهر الكراهية العرقية والتعصب الديني في الصحافة والشبكات الاجتماعية ، ودعوة الحكومات، والدول، والهياكل في العالم بأن توقف بحزم هذه الدعاية والتعبئة الخاطئة وتأخذ الشبكات الاجتماعية تحت السيطرة والمسؤولة.
وناشد المشاركون في المؤتمر شعوب العالم ذات الموقف الاجتماعي النشط للحفاظ على السلام والصداقة والحوار بين الشعوب والأديان والثقافات، ليعلنوا عن عزمهم على السير قدما في هذا الطريق.، مؤكدين تأييدهم للمبادرات الدولية مثل “إعلان عمّان” و”مبادرة السلام العربية” وغيرها من المبادرات الرامية إلى تحقيق تسوية عادلة وشاملة للنزاعات في الشرق الأوسط وفي مناطق أخرى من العالم تتفق عليها جميع الأطراف المعنية في برامج الحوار العالمية.

وأكد المشاركون في المؤتمر على أن الحفاظ على السلام والاستقرار لن يتحقق إلا من خلال توحيد الجهود المشتركة لممثلي جميع الأديان، والأمم، والحكومات، والمؤسسات الدولية والاجتماعية، لافتين إلى أن التغلب على التحديات المعاصرة والتهديدات الإرهابية يرتبط ارتباطًا مباشرًا بتعزيز الحوار الثقافي والحضاري والديني في العالم، كما يرتبط ايضا بالتغلب على الجهل الديني والصراعات الدينية.  
وشدد المشاركون في المؤتمر أنه يجب على أهمية دور التعليم في تعضيد قيم التعايش والتسامح، ومواجهة خطابات الكراهية، مجمعين على الحاجة إلى تعزيز علاقات حسنِ الجوار والشراكة بين الأديان السماوية التقليدية ويجب على تلك العلاقات أن ترقى إلى مستوى التقنيات الحديثة وإنشاء بنى مشتركة في فضاء الإنترنت وإعداد مناهج مضادة مشتركة تقف في مواجهة مجنِّدي الطوائف الشمولية والمنظمات الإرهابية.
وأكد المشاركون في المؤتمر أنه لا يمكن للعالم التغلب على الجهل الديني والتطرف الديني المزيف والابتزاز بالهوية الدينية إلا من خلال الحوار والتواصل والرغبة في تعاون مثمر، وذلك من خلال تنسيق العلاقات بين الأديان، كما يرى المؤتمرون أنه من المهم أن تُستخدم في الحوار بين الثقافات التجربة الايجابية لمجلس الأديان في روسيا برئاسة قداسة بطريرك موسكو وكل روسيا كيريل الذي يجمع ممثلي المسيحية والإسلام واليهودية والبوذية؛ ولمجلس الأديان التابع لرابطة الدول المستقلة برئاسة شيخ الإسلام الله شكور باشا زاده.  
وأكد المؤتمرون تأييد ودعم مبادرة تقديم البرنامج الاجتماعي والتربوي والتعليمي “قويم” المقدمة من مجموعة التعليم والتدريب عن بعد  دي إل تي من أجل تعزيز وتحسين آليات عمل التعليم والتدريب والتعليم العالي والاهتمام بالمعاقين ومحاربة الفقر والجهل والبطالة وكذا تحسين الدبلوماسية العامة التي تستجيب للتحديات وتضع الحلول التهديدات المعاصرة.
وأكد المشاركون في المؤتمر أن إعلان ترامب بشأن الجولان أمرٌ مدان ومرفوض ويخالف كافة قواعد القانون الدولي ويقوض أي جهدٍ للوصول إلى السلام العادل ويؤدي إلى تصعيد التوتر في المنطقة والعالم.
واعتمد المشاركون في المؤتمر مجموعة من القرارات كجزء من الوثيقة الختامية منها:
ذ
الاقرار باعتبار المؤتمر الدولي العلمي التطبيقي حدثاً مهماً يحقق مع متطلبات العصر، ويهدف إلى إيجاد حلول فعالة لمشاكل التعاون بين الأديان والثقافات والحضارات، ودعوة قادة الدول والدبلوماسيين والشخصيات الدينية والسياسية وذوي السمعة العالية من العلماء من مختلف أنحاء العالم إلى توحيد جهودهم بغية تطوير التعايش السلمي والتعاون بين الشعوب والأديان والثقافات، وحث جميع دول العالم على اتخاذ موقف صارم تجاه التقيد بمعايير القانون الدولي فيما يتعلق بحرية الفكر والمعتقد وبالاتفاقيات التي تم التوصل إليها في هذا الصدد وتنفيذها لا سيما في ظل الظروف الراهنة من التوتر في العلاقات السياسية الخارجية في العالم.
ومن القرارات دعوة الدول إلى تطوير التعاون بين المؤسسات الحكومية والمنظمات الاجتماعية الدولية في مجال تطوير التنوع الإثني، الثقافي والديني ورعايته والحفاظ عليه، ودعوة المؤسسات المتخصصة إلى تبادل الخبرات في أوساط العلماء والخبراء الدوليين بهدف تعزيز الحوار بين الأديان ومنع توليد وتبني أفكار التطرف والإرهاب، والدعوة إلى تكثيف أنشطة المجموعات المختصة في الأمم المتحدة ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا ومجلس أوروبا ومنظمة التعاون الإسلامي واليونسكو، في مجال انتقاد وتحييد أنشطة معاداة السامية والإسلاموفوبيا وكراهية المسيحيين وكراهية الأجانب (في العالم) وصرف اهتمام زائد لموضوع نشر المعرفة العلمية والقيم الثقافية، بغية إجراء حوار ناجح بين الأديان والثقافات، وإدانة الحقن الزائف للمعلومات التي تزعزع استقرار النظم الاجتماعية المحلية والعالمية والتي تثير الصراعات بين الأديان والأعراق، الدعوة إلى تنظيم التفاعل والتعاون الفعالين بين جمعيات الشباب الدينية والجامعية على المستوى الدولي بمشاركة علماء الدين والدبلوماسيين والعلماء والخبراء وذلك بغية وضع مفهوم للتصدي لإيديولوجية التطرف بين الشباب.

كما حث المؤتمر الدول على المضي قدماً في مسألة البحث عن أشكال جديدة من الدعاية الدولية المضادة لأفكار التطرف والإرهاب الخاطئة على شبكة الإنترنت والشبكات الاجتماعية، و دعا إلى إنكار إعلان ترامب بشأن الجولان واعتباره أمراً مرفوضاً و مدان ويخالف كافة قواعد القانون الدولي ويقوض أي جهد للوصول إلى السلام العادل ويؤدي إلى تصعيد التوتر في المنطقة والعالم، وأكد دعم الاقتراح الداعي إلى عقد مؤتمر عالمي حول الحوار بين الأديان والأعراق في الاتحاد الروسي عام  2022 ودعم جهود روسيا الساعية لتعزيز هذه المبادرة في المحافل الدولية.
كان المؤتمر قد عقد بتاريخ 25 مارس الجاري في موسكو وشارك في تنظيمه كل من الجمعية الدينية لمسلمي روسيا ومجلس التعاون مع الجمعيات الدينية التابع لرئيس الاتحاد الروسي والكنيسة الأرثوذكسية الروسية والجمعية الإمبراطورية الأرثوذكسية الفلسطينية والجمعية الروسية لحماية الحريات الدينية ومعهد الدراسات الشرقية في أكاديمية العلوم الروسية والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو) التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي بمساعدة من صندوق دعم الثقافة الإسلامية والعلوم والتعليم. شارك في اعمال المؤتمر ممثلون بارزون عن المؤسسات التعليمية والبحثية الحكومية وغير الحكومية وعلماء وخبراء وعلماء دين وناشطون دينيون واجتماعيون وسياسيون روس وأجانب.
 
 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى