أرشيف

​ أمين مجلس المجتمعات المسلمة يطرح خارطة طريق لمعالجة ظهارة كراهية الأديان

السبت 23 رجب 1440 – 16:50 بتوقيت مكة المكرمة الموافق 30-3-2019

 
موسكو(يونا)- طرح الأمين العام للمجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، الدكتور محمد البشاري خارطة طريق لمعالجة ظاهرة الكراهية والعداء للأديان، استناداً إلى تضافر جهود كل من الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية والدولية لتعزيز جهود مكافحة الإفلات من العقاب نتيجة ارتكاب الإساءة إلى الأديان، ودعوة مجلس حقوق الإنسان القيام بشجب ومنع حالات التعصب والتمييز والتحريض على كراهية معتنقي أي دين.
ودعا البشاري من خلال الخارطة التي طرحها مساء أمس خلال مؤتمر “الإسلام رسالة الرحمة والسلام” الذي تنظمه الإدارة الدينية لمسلمي جمهورية الشيشان، بالتعاون مع رابطة العالم الإسلامي، وصندوق دعم الثقافة والعلوم والتربية الإسلامية التابع لمكتب رئيس روسيا، في العاصمة الروسية “موسكو”، الحكومات في الدول الأوروبية إلى مواصلة إصدار قوانين تقيد الخطابات المحرضة على الأديان وأتباعها، والعمل على تحريم الدعوة إلى العنصرية والكراهية الدينية انسجاما مع ما التزمت به من قواعد القانون الدولي لحقوق الإنسان، مؤكداً أن التوفيق بين حقوق الإنسان وبين حرية الرأي والتعبير، وبالخصوص الحرية الدينية أمر صعب جدا، ولا يمكن تحقيقه، إن لم يتم وضع قانون يحمي هذه من تلك.

 أكدت خارطة البشاري على أن الدعوة إلى وضع قانون لحماية الأديان، ليس القصد منه الحد من حرية التعبير. وإنما الغاية منه محاربة التحريض على الكراهية وتعزيز الحوار بين أتباع الأديان والثقافات وتعزيز الاحترام والتسامح تجاه آراء معتقدات الآخر مع المحافظة على تعزيز واحترام التنوع الثقافي والديني.
كما دعت الخارطة إلى الاحترام المتساوي تجاه الأديان وكل ما يعتبر مقدسا فيها، والمشاعر الدينية للمتدينين، واحترام التنوع الديني مع تطوير الحوار بين أتباع الأديان ، ودعم الجهود لمواجهة التطرف والإرهاب، وضرورة تعزيز التوعية الدينية والتربية على قيم التسامح واحترام القيم الأسرية بين أوساط الشباب، وتضافر جهود العلماء ورجال الدين والسياسة لحل المشاكل الملحة مثل الفقر والمجاعة والأوبئة والبطالة ومكافحة الكوارث الطبيعية والكوارث الصناعية.
كما تضمنت الخارطة الدعوة إلى تفعيل مبدأ الحق في احترام المقدسات الدينية من خلال التأكيد على أنه: لكل أهل دين أو عقيدة الحق في أن تحترم مقدساتهم وشعائرهم ورموزهم الدينية، ولاتباع الديانات في البلاد التي يشكلون فيها أقلية، الحق في أداء شعائرهم الدينية، ولكل أهل دين الحق أن يُعلِّموا شرائعه وقيمه للمؤمنين به، وأنه لا يجوز استغلال حرية التعبير، للإساءة أو الازدراء أو الفتنة أو الافتراء  بشأن أي إنسان أياً كان معتقده.
كما أكدت خارطة البشاري على ضرورة قيام الأمم المتحدة بوضع قانون دولي ملزم، يتم بموجبه احترام الأديان ومنع “التجديف” والتمييز بين حرية الرأي والتعبير من جهة، وبين الإساءة إلى الأديان واعتبارها بمثابة مساس بحقوق الإنسان من، جهة ثانية، وكذلك العمل على ربط حرية التعبير بالمسؤولية، وإلزام مؤسسات الإنتاج الاعلامي بأخلاقيات العمل التي تساعد على ترويج رسائل إعلامية تراعى ثراء التراث الثقافي الإنساني، وتراعي واجب احترام الأديان.  

كما طالبت الخارطة المنظمات الدولية إلى تفعيل المواثيق والقوانين المبينة للحدود الفاصلة بين حرية الرأي والتعبير، وبين التجاوزات الناتجة عن التعسف في استغلال هذه الحرية من أجل الإساءة إلى الأديان، مع التأكيد على أنه ليس من حرية التعبير، ولا من حرية الإعلام، ولا من حرية الرأي، انتهاك حرمة الأديان، لأن ذلك يعد مساسا بحقوق الإنسان ويتسبب في إثارة القلاقل والفوضى ويتناقض مع قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.
وحثت الخارطة الدول الأعضاء في الأمم المتحدة على تفعيل القرارات الصادرة عن مجلس حقوق الإنسان، وعن المندوبية السامية للأمم المتحدة لحماية حقوق الإنسان، وعن الجمعية العامة للأمم المتحدة، الخاصة بمنع الإساءة إلى الأديان، وبالخصوص قرار الجمعية العامة لسنة 2011.
وأشادت الخارطة بالجهود الدولية والإسلامية لمواجهة خطابات الكراهية ومنها مبادرة رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، بإصدار مرسوم  قانون سنة 2015 بشأن مكافحة التمييز والكراهية، الذي يقضي بتجريم الأفعال المرتبطة بازدراء الأديان ومقدساتها، ومكافحة كافة أشكال التمييز ونبذ خطاب الكراهية، وحظر الإساءة إلى الذات الإلهية أو الأديان أو الأنبياء أو الرسل أو الكتب السماوية أو دور العبادة، ، أو التمييز بين الأفراد أو الجماعات على أساس الدين أو العقيدة أو المذهب أو الملة أو الطائفة أو العرق أو اللون أو الأصل الإثني.
كما أوصى البشاري عبر الخارطة المواطنين المسلمين في الدول الغربية، التي تسيء وسائل إعلامها إلى الإسلام والمسلمين، باللجوء إلى القضاء الوطني من أجل مقاضاة هذه المنابر الإعلامية، تحت مبرر الدعوة إلى الكراهية الدينية، اعتمادا على القوانين الوطنية لتلك الدول.
وأكد الأمين العام للمجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، أن رهاب الإسلام أو “الإسلاموفوبيا” شقَّ طريقه المظلم عام 1997، ووجد ما يغذّي الهالة المحيطة به من ضبابية وظلامية، ويمكننا القول بأنه فورة منطقية إذ ما وضع بالتوازي مع ما زامنه مع موجة تحولات إقليمية ودولية، من ربيع عربي ، وما تلاه من حروب ملتهبة برز معها شتات تنظيمات مثقلة بالتطرف، وتدهور الحالة الأمنية، مما شكل رافداً لنمو التيارات العنصرية وخلق عين العدائية للأجانب، كما ألحق ذلك بالوضع أو الحالة الإجبارية لاستقبال الأجانب ومشاركتهم الأرض والحي وأحياناً المنزل ذاته، بعد موجات الهجرات واللجوء السياسي التي ارتطمت بمجتمعات مثقلة بالعنف من بلادهم بالواقع الجديد المثقل بتبعات “الإسلاموفوبيا”..
وأشاد البشاري بدولة روسيا لتقديمها ما وصفه بـ النموذج في طبيعة التعامل مع هذه القضية، وإدارتها للتعددية الدينية، وقال: نرى أنها تسعى وفي المجالات كافةً لتفعيل وضم وإشراك جهود وطاقات المكون المسلم في نهضة روسيا، مكافحةً كل ما قد يجعل منهم جسماً غريباً.  

 من ناحية أخرى أشار البشاري إلى جهود رابطة العالم الإسلامي في مواجهة التطرف وقال:  لما كانت رسالة رابطة العالم الإسلامي، بقيادة أمينها العام المفكر الدكتور محمد عبد الكريم العيسى مرسخة ومبرزةً لجهوده في نشر الوسطية والاعتدال والتسامح الديني والحث على التعايش السلمي بين أصحاب الديانات والثقافات المختلفة والثقافات المختلفة، ومحاربة ونبذ التطرف والكراهية، وتغيير الصور النمطية للمسلمين التي يحاول المتطرفون تشويهها من خلال ممارساتهم الشاذة والغريبة عن الدين الإسلامي الحنيف، ودعوته الدائمة للوئام والسلام والمحبة.
((انتهى))
ح ع
 
 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى