أرشيف

"الخليج" تكشف الأسباب التي تقف وراء هزيمة أردوغان في انتخابات البلديات

اخبار من اليمن قالت صحيفة خليجية، إن الخسارة الكبيرة التي مني بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحزب العدالة والتنمية، الذي قاد تحالفاً من عدة أحزاب في انتخابات البلديات، التي شهدتها البلاد قبل أيام، مقابل فوز كبير للمعارضة، خاصة في المدن الكبرى، لم تشكل مفاجأة للمراقبين، خاصة أن النهج الذي اختطه أردوغان وحلفاؤه، كان من الواضح أنه يسير في اتجاه الصدام مع الجميع، بعدما أراد تحويل تركيا بتنوعها السياسي والاقتصادي إلى دولة ذات لون واحد.

وأشارت صحيفة “الخليج” الصادرة اليوم الأربعاء – تابعها “اليمن العربي” –  إلى أن الانتخابات أيقظت أردوغان من حلمه في استعادة دولة الخلافة العثمانية، وصوتت للمعارضة، خاصة في المدن الكبرى، وهي أنقرة، إسطنبول وأزمير، التي تمثل ثقلاً جغرافياً وديموغرافياً هائلاً في البلاد، ما يجعلها دوماً الهدف الأول في أي سباق انتخابي.. لافتة إلى أن خسارة أردوغان للمدن الكبرى ثقيلة عليه وستلقي بظلالها على مستقبله السياسي،وتعد صفعة من العيار الثقيل، خاصة أنه كان يراهن عليهما في تكريس هيمنته على البلاد لفترة أطول.

وأضافت صحيح أن أردوغان وحلفاءه كسبوا في عدد من الولايات والمناطق، لكن خسارة المدن الكبرى تشكل هزيمة سياسية استثنائية، بعدما كان محكماً السيطرة عليها لمدة من الزمن.

وذكرت أن الأتراك في المدن السياسية الكبرى اختاروا أن يوجهوا رسالة لأردوغان مفادها أن السياسة التي اتبعها باعدت بين تركيا والعالم الخارجي، وتسببت في عزلها عن محيطها الأوروبي والإسلامي، وكانت الانتخابات الرئاسية التي كسبها العام الماضي مؤشراً واضحاً، إذ إن الفوز جاء بفارق ضئيل على مرشح المعارضة، التي يبدو أنها توحدت هذه المرة لكسر هيمنة حزب العدالة والتنمية على البلاد.

وأوضحت الصحيفة في ختام افتتاحيتها أن أسباب كثيرة تقف وراء هزيمة أردوغان في انتخابات البلديات، من أبرزها العامل الاقتصادي والتضييق على الحريات، وكان أداء الرئيس وحزبه كارثياً في هذه الجوانب، إذ شهدت العملة المحلية ” الليرة” تدهوراً كبيراً خلال العامين الأخيرين، فيما تحولت البلاد إلى معتقل كبير، خاصة منذ فشل محاولة الانقلاب عام 2016، وبالتالي يمكن فهم ما حدث من خسارة لأردوغان في المدن الثلاث الكبرى، بمثابة رسائل احتجاجية من الناخب التركي، عنوانها رغبة الشعب في التغيير؛ فالنظام الرئاسي بالشكل الذي يوجد به لم يسمح للناس بالتعبير عن احتجاجهم، ونتيجة لذلك رجح الناخب مشروع المعارضة على مشروع أردوغان الكارثي، وهو ما يمكن أن تقطفه المعارضة بإزاحة أردوغان من المشهد بأكمله في الانتخابات الرئاسية المقبلة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى