روسيا تقترب من الحوثيين في اليمن.. ما الدور الذي ينتظرها؟

أوضح مركز مالكوم كير-كارنيغي للشرق الأوسط أن روسيا عززت مؤخرًا اتصالاتها مع الحوثيين في اليمن، مما زاد الآمال في إمكانية استخدام نفوذها للمساعدة في إيجاد تسوية للصراع هناك.
أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين محادثات في موسكو مع نظيره اليمني، رشاد العليمي، حيث تعول الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا على تلقي مساعدات اقتصادية وغذائية من روسيا، وتأمل في استخدام نفوذ موسكو لدى الحوثيين لتحسين الوضع في البلد الذي مزقته الحرب.
ليست موسكو في عجلة من أمرها لإغداق اليمن بالمساعدات الإنسانية، لكنها مستعدة لمناقشة التعاون في بعض المجالات، مثل استكشاف حقول النفط اليمنية. ويعتزم البلدان تكثيف العمل المشترك في قطاع الوقود والطاقة بشكل عام، وهو ما اتفق عليه نائب وزير الطاقة الروسي، رومان مارشافين، والسفير اليمني لدى موسكو، أحمد الوحيشي.
أصبحت اليمن من أكبر مستوردي الحبوب الروسية، حيث اشترت حوالي مليوني طن العام الماضي. ومن المقرر عقد الاجتماع الأول للجنة الحكومية الروسية اليمنية المشتركة هذا العام. إلا أن القضية الرئيسية في العلاقات بين البلدين تظل مشاركة موسكو المحتملة في تسوية الحرب الأهلية اليمنية.
لم يكن لروسيا اهتمام خاص بالنزاع، ولم تدعم طرفًا على حساب آخر، لكن منذ بدء الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا، بدأ الحوثيون يجذبون اهتمامًا خاصًا من الكرملين، لدرجة تطوير التعاون العسكري. ويعمل مستشارون عسكريون من جهاز الاستخبارات العسكرية الروسي في صنعاء، ويتزايد عدد تقارير خبراء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة عن محاولات تهريب أسلحة إلى اليمن بخصائص وعلامات تقنية مماثلة لتلك المصنعة في روسيا.
أثبت الحوثيون فائدتهم للكرملين، وذلك بالأساس لأنهم يصرفون انتباه الغرب وموارده عن دعم أوكرانيا. وتزود روسيا الحوثيين ببيانات الأقمار الصناعية، وفي المقابل، دعم الحوثيون موسكو في قضايا تهمها، مؤيدين ادعاءاتها بتزعمها زعيمة معاداة الغرب عالميًا.
ورغم نفيها رسميًا تقديم أي دعم عسكري للحوثيين، فإن روسيا تتفاعل بنشاط مع الحوثيين، بما في ذلك على المستوى الدبلوماسي. وتتوقع الحكومة اليمنية الرسمية أن يتمكن الكرملين من المساعدة في تحسين الوضع في البلاد، بما في ذلك كبح جماح أنشطة الحوثيين المتطرفة في الداخل.
الآمال المعقودة على دعم روسيا لحل الصراع في اليمن على الأرجح غير مبررة، فالحرب في أوكرانيا تستنزف موارد موسكو بشكل كبير، والكرملين غير مستعد لإعادة توجيه هذه الموارد إلى الحرب الأهلية في اليمن.