اخبار اليمن

نائب أمريكي يحذر من جرّ بلاده إلى صراع مع إيران ويطالب بالعودة إلى طاولة المفاوضات

خطر امتلاك إيران للسلاح النووي حقيقي، لكن جر الولايات المتحدة إلى صراع آخر في الشرق الأوسط ليس هو الحل، حيث لا يريد الأمريكيون حربًا مع إيران، وفقًا للنائب الأمريكي رو خانا.

شنّ الرئيس ترامب ضربات عسكرية على المنشآت النووية الإيرانية هذا الأسبوع، مما عرّض الأمريكيين وقواتهم وسفاراتهم للخطر، بحسب خانا، الذي أضاف أن هذه ليست سوى البداية، وسترتفع الخسائر المادية والبشرية بشكل حاد إذا نفذت إيران تحذيراتها بالرد على القوات الأمريكية المتمركزة في المنطقة.

 
يؤكد خانا أن الكونغرس يحتاج إلى التصويت فورًا على قرار صلاحيات الحرب الذي قدمه بالاشتراك مع النائب توماس ماسي لضمان عدم قيام الرئيس ترامب بتصعيد العمل العسكري من جانب واحد دون موافقة الكونغرس.

 
ووفقًا للمادة الأولى من الدستور، فإن الكونغرس – وليس الرئيس – يملك السلطة الوحيدة لإعلان الحرب. وقد صُمّم هذا القرار كقرار ذي امتيازات، مما يعني أنه سيخضع للتصويت، وسيتعين على كل عضو في الكونغرس أن يقرر ما إذا كان سيؤيد الدبلوماسية والدستور أم الحرب اللانهائية وتجاوزات السلطة التنفيذية.

 
سبق للنائب الأمريكي خانا أن عمل مع السيناتور بيرني ساندرز لتقديم أول قرار بشأن صلاحيات الحرب في تاريخ الولايات المتحدة، والذي حظي بموافقة كلا المجلسين بهدف إنهاء الدعم الأمريكي غير المصرح به للحرب التي تقودها السعودية في اليمن.

 
نجح القرار، إذ أقره الكونغرس بدعم من الحزبين، وقلص الرئيس ترامب الدعم الأمريكي لآلة الحرب السعودية، مما أدى في النهاية إلى خروجها من هذا الصراع الوحشي.

 
يُشير خانا إلى أن مثل هذه المواقف هي بالضبط السبب الذي يجعل الدستور يحظر على الرؤساء شن هجمات دون إذن من الكونغرس، حيث أدرك واضعو الدستور أن الضغوط الشعبية والسياسية غالبًا ما تؤدي إلى التصعيد بعد بدء الحرب.

 
بعد أشهر من الدبلوماسية المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران، كان مبعوثو الرئيس ترامب يستعدون لجولة أخرى من المفاوضات النووية، وكانت الآفاق حقيقية: كان التوصل إلى اتفاق لكبح البرنامج النووي الإيراني ممكنًا.

 
قبل أسابيع فقط، أفادت التقارير أن ترامب كان قد طلب من نتنياهو عدم شن ضربة من شأنها تقويض الدبلوماسية، ولكن بعد العملية الإسرائيلية، عكس ترامب مساره – مشيدًا بالهجمات، ومستغلًا إياها لتهديد إيران، ومتخليًا عن تركيزه على كونه صانع صفقات دبلوماسيًا نخبويًا.

 
ويؤكد خانا أن توريط الولايات المتحدة في حرب أخرى في الشرق الأوسط هو بالضبط ما وعد به ترامب الناخبين الأمريكيين بأنه لن يفعله، حيث شن حملة انتخابية ضد حروب تغيير الأنظمة، وتعهد بإعادة القوات الأمريكية إلى الوطن.

 
أظهر استطلاع جديد أجرته مجلة الإيكونوميست بالتعاون مع يوجوف أن 16% فقط من الأمريكيين يؤيدون الانضمام إلى صراع إسرائيل مع إيران، وأن أغلبية تؤيد المفاوضات الأمريكية مع إيران بشأن برنامجها النووي.

 
ورغم أن الدبلوماسية فعّالة، حيث حدّ اتفاق الرئيس أوباما النووي من التخصيب إلى 3.67% في نطنز فقط، فإن انسحاب ترامب من الاتفاق أدى إلى ارتفاع التخصيب إلى 60% في فوردو.

 
يؤكد خانا أنه لم يفت الأوان بعد على ترامب لعكس مساره والعودة إلى طاولة المفاوضات لمنع إيران من امتلاك قنبلة نووية، ولكن إذا أصرّ على مواصلة مسار الحرب، فإن قرار الكونغرس بشأن صلاحيات الحرب سيضمن معرفة الشعب الأمريكي لمن دافع عن السلام ومن صوّت لإطالة أمد حرب لا نهاية لها.

 
لا يمكن الحكومة من دفع الولايات المتحدة إلى صراع مكلف وكارثي آخر ضد إرادة الشعب الأمريكي، بحسب خانا، الذي يدعو إلى تمرير قرار حزبي بشأن سلطات الحرب وتعبئة ملايين الأمريكيين الذين يريدون خفض التصعيد واتباع مسار الدبلوماسية والسلام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى