تعز: فجوة ضخمة في إمدادات المياه ومضاعفة أسعار لتغطية الاحتياج

تتفاقم أزمة المياه في تعز بشكل ينذر بالخطر، مع تزايد الفجوة بين الاحتياجات الفعلية للسكان والإمدادات المتوفرة. تكشف الأرقام الرسمية عن قصور حاد في خطط توفير المياه، حيث لم تتجاوز الكميات التي وصلت لمحطات التحلية 140 ألف لتر فقط، من أصل 500 ألف لتر كانت السلطة المحلية قد اعتمدتها سابقًا ضمن مشروع مياه حيوي.
وتعاني المدينة من حاجة يومية تقدر بمليون وخمسمائة ألف لتر من المياه لتلبية متطلبات مواطنيها الأساسية. ورغم محاولات شرطة تعز تنظيم سوق المياه عبر تحديد سعر “زفة الماء” بـ 35 ألف ريال يمني، إلا أن الواقع الميداني يكشف عن انهيار شبه كامل لهذا القرار. فالكميات شحيحة، وعند توفرها، يصل سعر الصهريج الواحد إلى 100 ألف ريال يمني، مما يعني تضاعف القيمة المطلوبة.
ولم يسلم المستهلكون من تداعيات هذه الأزمة على مستوى الأسر الصغيرة، فقد ارتفع سعر دبة المياه سعة 20 لترًا بشكل جنوني. ففي حين حددت الشرطة سعرها رسميًا بـ 220 ريالًا يمنيًا عند بيعها من البقالات، تتراوح الأسعار المتداولة حاليًا بين 1000 و1500 ريال يمني لهذه الدبة. هذه الارتفاعات الصارخة تعكس غياب استراتيجيات فعالة لمعالجة أزمة المياه المزمنة في تعز، وتُبقي المواطنين في وضع معيشي صعب، مع تصاعد معاناتهم اليومية في تأمين هذه المادة الحيوية.