مجلس الأمن الدولي يبحث تفاقم الوضع الإنساني والأمني في اليمن وتهديدات الملاحة الدولية

جدد مجلس الأمن الدولي تحذيراته بشأن تصاعد العنف في اليمن، مشيراً إلى تفاقم الأزمة الإنسانية وتهديد الملاحة الدولية في البحر الأحمر.
وأفاد المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، هانس غروندبرغ، بأن الهجمات الحوثية الصاروخية على إسرائيل مستمرة، كما أن الجماعة نفذت أول هجماتها على سفن تجارية في البحر الأحمر منذ سبعة أشهر.
وخلال جلسة خاصة، تطرق غروندبرغ إلى العمليات العسكرية في مناطق يمنية مختلفة، مؤكداً صعوبة المفاوضات الجارية بين الأطراف، لكنه أشار إلى أنها “توفر بصيص أمل”. ودعا إلى تجنب أي إجراءات أحادية قد تزيد من معاناة الشعب اليمني.
وفيما يتعلق بملف المحتجزين، أعلن عن اتفاق للإفراج عنهم، مشدداً على ضرورة تنفيذه دون شروط، مطالباً بالإفراج غير المشروط عن المحتجزين لدى الحوثيين، بمن فيهم موظفو الأمم المتحدة.
في سياق متصل، قدمت الأمم المتحدة تقريراً إنسانياً قاسياً عن اليمن، حيث يعاني 17 مليون شخص من الجوع، ويهدد انعدام الأمن الغذائي الحاد حياة أكثر من مليون طفل دون سن الخامسة. وأكد التقرير أن تراجع التمويل الدولي يعوق قدرة وكالات الإغاثة على الاستجابة، داعياً المجتمع الدولي لزيادة الدعم الإنساني العاجل.
وكشف التقرير أيضاً أن 7.2 مليون يمني بحاجة ماسة للمساعدات الطبية، في حين خصص صندوق المساعدات مليوني دولار لتوفير المياه النظيفة في المناطق المتضررة. وعلى الرغم من تراجع حالات الكوليرا بنسبة 70% مقارنة بالعام الماضي، لا تزال الحاجة للإغاثة كبيرة.
خلال الجلسة، أكدت مندوبة الولايات المتحدة على ضرورة إدانة انتهاكات إيران لقرارات مجلس الأمن المتعلقة بتسليح الحوثيين، مجددة دعم بلادها “لِحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها”. من جانبها، أعربت الصين عن قلقها البالغ من التصعيد، داعيةً إلى الامتناع عن استهداف السفن التجارية واحترام سيادة الدول، والعودة للمسار الدبلوماسي.
كما أشارت مندوبة بريطانيا إلى استمرار تهريب الأسلحة إلى اليمن من قبل الحوثيين، وهو ما يعد خرقاً للقرار 2216، واصفةً الهجمات الأخيرة على السفن التجارية بـ”غير المقبولة”.
وجددت الأمم المتحدة في ختام الجلسة تأكيدها على أن الحل السياسي هو السبيل الوحيد لمستقبل أفضل للشعب اليمني، داعيةً الأطراف المحلية والإقليمية والدولية إلى دعم جهود التهدئة، وإنهاء الحرب وتخفيف المعاناة الإنسانية التي تثقل كاهل الملايين.