اخبار اليمن

لاول مرة طريق عدن صنعاء مفتوح ماذا حدث

للمرة الأولى منذ سنوات، بدأ عبور المركبات طريق الضالع، الذي يربط صنعاء بمدينة عدن جنوبي اليمن، في إطار توافق بين طرفي النزاع على فتح الممرات، سرّعه العدوان الإسرائيلي على مطار العاصمة والموانئ البحرية.

وجاءت عملية التوافق هذه بين الحوثيين والمجلس الانتقالي الجنوبي الشريك الرئيسي للحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، لفتح ممرات حيوية مغلقة منذ نحو 10 سنوات. ويرى مراقبون وناشطون وخبراء اقتصاد أن فتح طريق الضالع الحيوي، خطوة مهمة لتخفيف معاناة المدنيين، حيث يساهم فتح الطريق في تسهيل عملية التنقل للسفر عبر مطار عدن بشكل كبير.

بعد توقف مطار صنعاء وخروجه عن الخدمة، وكذلك تسهيل حركة النقل التجاري للبضائع، في حال كان هناك أي توجه أو حدث طارئ يدفع باتجاه تحويل الحركة الملاحية والشحن التجاري من ميناء الحديدة إلى ميناء عدن، رغم رفض الحوثيين بشكل قاطع تحويل الحركة الملاحية من ميناء الحديدة.

ويختصر طريق الضالع نحو 6 ساعات من الوقت الذي كان يقطعه المسافر من صنعاء إلى عدن عبر الطرق البديلة، كطريق صنعاء تعز عبر منطقة “حيفان”، والتي كان المسافر عبر مختلف وسائل النقل يستغرق ما لا يقل عن 10 ساعات للوصول إلى عدن التي اتخذت منها الحكومة اليمنية عاصمة مؤقتة لها.

وقالت مصادر مطلعة، أن هناك تحركات وجهودا كبيرة قد تُكلل بالنجاح في الأيام القليلة القادمة، لفتح طريق “عقبة ثرة” الذي سيفيد مئات الآلاف من المغتربين القادمين من السعودية أو المغادرين الأراضي اليمنية عبر منفذ الوديعة في محافظة حضرموت شرقي اليمن.

ويستعد سائقو مركبات وسيارات الأجرة لاستخدام هذا الطريق في نقل المواطنين الذين سيضطرون للتنقل إلى عدن للسفر بسبب توقف مطار صنعاء عن تسيير الرحلات التي كانت مقتصرة على وجهة واحدة، إلى العاصمة الأردنية عمّان.

وأكد المواطن منصور قايد، من سكان منطقة دمت التابعة لمحافظة الضالع جنوب صنعاء، أهمية فتح هذا الطريق الحيوي الذي سيخفف بشكل كبير من معاناة المواطنين، حيث ساهمت قطعة باتجاه مدينة مريس في الجانب الآخر من الضالع في تردي معيشة السكان وتوقف الحركة التجارية في هذه المنطقة والمناطق المجاورة بشكل كبير.

ويرى الناشط الاجتماعي رأفت العواضي، أن فتح طريق الضالع الاستراتيجي الرابط بين صنعاء وعدن اختراق مهم لأزمة الصراع المعقدة في الدولة، وخطوة جاءت في وقتها، حيث سارت بطريقة عكست توحد اليمنيين في مواجهة تبعات توقف الحركة الملاحية في مطار صنعاء.

ويشير المحلل الاقتصادي صادق علي، إلى أهمية توحد اليمنيين في مواجهة العدوان الإسرائيلي، والذي يركز على تدمير المنشآت المدنية والاقتصادية التي تخدم المواطنين، ويهدد بفرض حصار لتجويع اليمنيين، لافتاً إلى الدور الذي بالإمكان أن تلعبه مثل هذه الخطوات في فتح الطرق وإرسال رسالة واضحة أن اليمنيين سيواجهون متحدين حصار العدوان.

في المقابل، هناك من يخشى من أعمال استغلال مع عودة الحركة إلى هذا الطريق الذي قد يستخدمه مواطنون تعثّروا من السفر عبر مطار صنعاء لتأدية فريضة الحج ومسافرون آخرون، إذ قد يؤدي ذلك إلى ارتفاع أجرة التنقل وتكاليف السفر، في ظل تصاعد التحذير من ظهور سوق سوداء لبيع التذاكر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى